مفرغ فسقي نبيذا حلوا قد خلط معه الشبرم فأسهل بطنه وطيف به وهو في تلك الحال وقرن بهرة وخنزيرة فجعل يسلح والصبيان يتبعونه ويقولون له بالفارسية .
أين جيست فيقول .
آبست نبيذ است عصارات زبيبست سمية روسبيد است .
وجعل كلما جر الخنزيرة ضجت فجعل يقول .
( ضَجّتْ سُميّة لما لزّها قَرني ... لا تَجزَعي إنَّ شَرَّ الشّيمة الجزَعُ ) .
فجعل يطاف به في أسواق البصرة والصبيان خلفه يصيحون به وألح عليه ما يخرج منه حتى أضعفه فسقط فعرف ابن زياد ذلك فقيل إنه لما به لا نأمن أن يموت فأمر به أن يغسل ففعلوا ذلك به فلما اغتسل قال .
( يَغسل الماءُ ما فعلتَ وقَوْلِي ... راسخٌ منك في العِظام البَوالي ) .
عبيد الله يرده إلى الحبس .
فرده عبيد الله إلى الحبس وأمره بأن يسلم محجما وقدموا له علوجا وأمر بأن يحجمهم فكان يأخذ المشارط فيقطع بها رقابهم فيتوارون منه فتركه ورده إلى محبسه وقامت الشرط على رأسه تصب عليه السياط ويقولون له احجمهم فقال .
( وما كنتُ حجَّاماً ولكن أحلّني ... بمنزلةِ الحجَّام نأْيِي عن الأهل ) .
وقال عمر بن شبة في خبره جمع عباد بن زياد كل شيء هجاه به ابن مفرغ وكتب به إلى أخيه عبيد الله وهو يومئذ وافد على معاوية فكان فيما