خرج الرشيد غازيا بلاد الروم فنزل بهرقلة فدخل عليه ابن جامع فغناه .
( هوت هَرَقْلة لَمَّا أَنْ رأت عَجَباً ... حوائِماً ترتَمِي بالنِّفْط والنَّارِ ) .
فنظر الرشيد إلى ماشية قد جِيء بها فظن أن الطاغية قد أتاه فخرج يركض على فرس له وفي يده الرمح وتبعه الناس فلما تبين له أنها ماشية رجعوا فغناه ابن جامع .
صوت .
( رأى في السَّما رَهْجا فيَمَّمم نحوَه ... يجُرُّ رُدَيْنِيّاً وللرَّهْجِ يَسْتَقْرِي ) .
( تناولتَ أطرافَ البلادِ بقُدرَةٍ ... كأنَّك فيها تَقْتَفي أَثَر الخِضْرِ ) .
الغناء لابن جامع ثاني ثقيل عن بذل وابن المكي .
أشجع يهنىء الرشيد بفتح هرقلة .
أخبرني هاشم بن محمد أبو دلف الخزاعي قال حدثني الفضل بن محمد اليزيدي عن إسحاق الموصلي قال .
لما انصرف الرشيد من غزاة هرقلة قدم الرقة في آخر شهر رمضان فلما عيد جلس للشعراء فدخلوا عليه وفيهم أشجع فبدرهم وأنشأ يقول .
( لا زلتَ تَنشُر أعياداً وتَطْوِيها ... تَمْضِي بها لكَ أيام وتَثْنِيها ) .
( مُستَقبِلاً زِينةَ الدُّنيا وبَهْجَتها ... أيامنا لك لا تَفْنَى وتُفْنِيها ) .
( ولا تَقضَّت بك الدُّنيا ولا بَرِحَتْ ... يَطْوِي لك الدَّهرُ أياماً وتَطوِيها ) .
( ولْيَهْنِكَ الفتحُ والأيّام مُقبِلةٌ ... إليكَ بالنصر مَعقوداً نواصِيها ) .
( أمسَتْ هِرقْلَةُ تَهْوِي من جوانبِها ... وناصرُ اللهِ والإِسلامِ يَرْمِيها )