مر بنا أبو حية النميري ونحن عند ابن مناذر فقال لنا علام اجتمعتم فقلنا هذا شاعر المصر فقال له أنشدني فأنشده ابن مناذر فلما فرغ قال له أبو حية .
ألم أقل لك أنشدني فقالوا له أنشدنا أنت يا أبا حية فأنشدهم قوله .
( ألا حَيِّ من أجْل الحَبيبِ المَغانِيا ... لَبِسْن البِلَى ممّا لَبِسْنَ اللَّيالِيا ) .
( إذا ما تَقَاضَى المرءَ يومٌ وليلةٌ ... تَقاضاه شيء لا يَملَّ التَّقَاضِيَا ) .
فلما فرغ قال له ابن مناذر ما أرى في شعرك شيئا يستحسن فقال له ما في شعري شيء يعاب إلا استماعك إياه فكادا أن يتواثبا ثم افترقا .
أخبرني عمي قال حدثني الكراني عن ابن عائشة قال .
ولي خالد بن طليق القضاء بالبصرة وعيسى بن سليمان الإمارة بها فقال محمد بن مناذر يهجوهما بقوله .
( الحمدُ لله على ما أرى ... خالدٌ القاضي وعيسَى أمير ) .
( لكنّ عيسَى نوكُه ساعة ... ونوكُ هذا مَنْجَنُونٌ يدُور ) .
وقال في شيرويه الزيادي وشيرويه لقب واسمه أحمد وسأله حاجة فأبى أن يقضيها إلا على أن يمدحه