( إذا رأتْه قالت فديتُك يا ... قُرَّة عَيْنِي ومُنْتَهى طَلَبِي ) .
( إذا سَمعْتُ النَّهِيقَ هاج حِرِي ... شَوْقاً إليه وهاج لي طَرَبِي ) .
( يَأْخُذُني في أسافِلي وحِرِي ... مِثلُ اضْطرام الحريقِ في الحَطَبِ ) .
( شَكَتْ إلى نِسْوة فقُلْن لها ... وهي تنادي بالوَيْل والحَرَبِ ) .
( كُفِّي قَليلاً قالت وكَيْفَ وبِي ... في جَوفِ صَدْعي كَحِكَّة الجَرَبِ ) .
( أرى أُيورَ الرّجال من عصبٍ ... لَيتَ أُيورَ الرِّجال من خَشَبِ ) .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني أحمد بن محمد الرازي أبو عبد الله قال حدثني أبو بجير قال كان ابن مناذر يجلس إلى إسكاف بالبصرة فلا يزال يهجوه بالأبيات فيصيح من ذلك ويقول له أنا صديقك فاتق الله وأبق على الصداقة وابن مناذر يلح فقال الإسكاف فإني أستعين الله عليك وأتعاطى الشعر فلما أصبح غدا عليه ابن مناذر كما كان يفعل فأخذ يعبث به ويهجوه فقال الإسكاف .
( كَثُرَتْ أُبوَّتُه وقَلَّ عَديدُه ... ورمى القَضاء به فِراشَ مُناذِرِ ) .
( عبدَ الصُّبيْرِيِّين لم تَكُ شاعِراً ... كيف ادَّعيتَ اليومَ نِسْبَة شاعِرِ ) .
فشاع هذان البيتان بالبصرة ورواهما أعداؤه وجعلوا يتناشدونهما إذا رأوه فخرج من البصرة إلى مكة وجاور بها فكان هذا سبب هربه من البصرة .
أخبرني عمي قال حدثنا الكراني عن أبي حاتم قال .
قال ابن مناذر ما مر بي شيء قط أشد علي مما مر بي من قول أبي العسعاس في .
( كَثُرت أُبوَّتُه وقَلَّ عَديدُه ... وَرَمى القَضاءُ به فِراشَ مُناذِرِ )