فأخبرني الحسن بن علي عن ابن مهرويه عن علي بن محمد النوفلي قال لما قال ابن مناذر هذه الأبيات .
( إذا أنت تعلَّقْتَ ... بحَبْل من أبي الصَّلْتِ ) .
( تَعلّقْتَ بحبْل واهن ... القُوَّة مُنْبَتِّ ) .
( وقال الشيخُ سَرْجُويه ... داء المَرْء من تَحت ) .
فبلغ ذلك سرجويه فجاء إلى محمد بن عبد الوهاب فوقف عليه في مجلسه وعنده جماعة من أهله وإخوانه وجيرانه فسلم عليه وكان أعجميا لا يفصح ثم قال له بركست كمن كفتم أن كسر مناذر كفت داء المرء من تحت فكاد القوم أن يفتضحوا من الضحك وصاح به محمد اعزب قبحك الله فظن أنه لم يقبل عذره فأقبل يحلف له مجتهدا ما قال ذاك ومحمد يصيح به ويلك اعزب عني وهو في الموت منه وكلما زاده من الصياح إليه زاده في العذر واجتهد في الأيمان وضحك الناس حتى غلبوا وقام محمد خجلا فدخل منزله وتفرقوا .
قال أبو الحسن النوفلي ثم مضى لذلك زمان وهجا أبو نعامة أبا عبد الله هريسة الكاتب فقال فيه .
( ورَوَى شَيخُ تَمِيمٍ ... خالدٌ أنَّ هَرِيسَهْ ) .
( يُدْخِلُ الأصلعَ ذا الخُرْجَيْن ... في جَوْفِ الكَنِيسَهْ ) .
فلقي خالد بن الصباح هذا هريسة وكان يعاديه وأراد أن يخجله فحلف له مجتهدا أنه لم يقل فيه ما قاله أبو نعامة فقال هريسة يا بارد لم