لا تكاد الشمس تفارقه .
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا عمر بن شبة قال .
كان محمد بن عبد الوهاب الثقفي أخو عبد المجيد يعادي محمد بن مناذر بسبب ميله إلى أخيه عبد المجيد وكان ابن مناذر يهجوه ويسبه ويقطعه وكل واحد منهما يطلب لصاحبه المكروه ويسعى عليه فلقي محمد بن عبد الوهاب ابن مناذر في مسجد البصرة ومعه دفتر فيه كتاب العروض بدوائره ولم يكن محمد بن عبد الوهاب يعرف العروض فجعل يلحظ الكتاب ويقرؤه فلا يفهمه وابن مناذر متغافل عن فعله ثم قال له ما في كتابك هذا فخبأه في كمه وقال وأي شيء عليك مما فيه فتعلق به ولببه فقال له ابن مناذر يا أبا الصلت الله الله في دمي فطمع فيه وصاح يا زنديق في كمك الزندقة فاجتمع الناس إليه فأخرج الدفتر من كمه وأراهم إياه فعرفوا براءته مما قذفه به ووثبوا على محمد بن عبد الوهاب واستخفوا به وانصرف بخزي وقال ابن مناذر يهجوه .
( إذا أنتَ تَعلَّقْتَ ... بحَبْلٍ من أبي الصَّلْتِ ) .
( تَعلَّقْتَ بحَبْل واهن ... القُوَّة مُنْبَتِّ ) .
( إذا ما بَلغ المجدَ ... ذَوُو الأحساب بالمَتِّ ) .
( تقاصَرْتَ عن المَجْد ... بأَمرٍ رائبٍ شَخْتِ ) .
( فلا تَسْمُو إلى المَجْد ... فما أمرُك بالثَّبْتِ ) .
( فلا فَرُعك في العِيدَانِ ... عُودٌ ناضِرُ النَّبْتِ ) .
( وما يُبقِي لكم ياقوْمُ ... من أثْلَتِكم نَحْتِي )