وكان يجالس سفيان بن عيينة فيسأله سفيان عن معاني حديث النبي فيخبره بها ويقول له كذا وكذا مأخوذ من كذا فيقول سفيان كلام العرب بعضه يأخذ برقاب بعض قال وأدرك المهدي ومدحه ومات في أيام المأمون .
أخبرني علي بن سليمان قال حدثني محمد بن يزيد وغيره أن محمد بن مناذر كان إذا قيل له ابن مناذر بفتح الميم يغضب ثم يقول أمناذر الصغرى أم مناذر الكبرى وهما كورتان من كور الأهواز إنما هو مناذر على وزن مفاعل من ناذر فهو مناذر مثل ضارب فهو مضارب وقاتل فهو مقاتل .
قال محمد بن يزيد ولما عدل محمد بن مناذر عما كان عليه من النسك والتأله وعظته المعتزلة فلم يتعظ وأوعدته بالمكروه فلم يزدجر ومنعوه من دخول المسجد فنابذهم وطعن عليهم وهجاهم وكان يأخذ المداد بالليل فيطرحه في مطاهرهم فإذا توضؤوا به سود وجوههم وثيابهم وقال في توعد المعتزلة إياه .
( أبلِغْ لديك بني تَميمٍ مَأْلُكاً ... عَنِّي وعَرِّج في بَني يَرْبُوعِ )