على البراءة من كل عيب يقال له المطرز فدعا أصحابا له ذات يوم ودعا شيخين من أهل اليمامة مغنيين يقال لأحدهما السائب وللآخر شعبة فلما أخذ القوم مجلسهم ومعهم المطرز اندفع الشيخان فغنيا فقال المطرز لأبي جميل مولاه ويلك يا أبا جميل يابن الزانية أتدري ما فعلت ومن عندك فقال له ويلك أجننت مالك قال أما أنا فأشهد أنك تأمن مكر الله حين أدخلت منزلك هذين .
قال وبعثه يوما يدعو أصدقاء له فوجدهم عند رجل من أهل اليمامة يقال له بهلول وهو في بستان له فقال لهم مولاي أبو جميل قد أرسلني أدعوكم وقد بلغتكم رسالته وإن شاورتموني أشرت عليكم فقالوا أشر علينا قال أرى ألا تذهبوا إليه فمجلسكم والله أنزه من مجلسه وأحسن فقالوا قد أطعناك قال وأخرى قالوا وما هي قال تحلفون علي ألا أبرح ففعلوا فأقام عندهم .
وغضب عليه أبو جميل يوما فبطحه يضربه وهو يقول ويلك أبا جميل اتق الله في الله الله في أمري أما علمت ويلك خبري قبل أن تشتريني قال وكان يبعثه إلى بئر لهم عذبة في بستان له يستقي منها لهم ماء فكان يستقيه ثم يصبه لجيران لهم في حيهم ثم يستقي مكانه من بئر لهم غليظة فإذا أنكر مولاه قال له سل الغلمان إذا أتيت البستان هل استقيت منه فيسألهم فيجده صادقا .
حدثنا يحيى بن محمد بن إدريس عن أبيه .
أن يحيى بن أبي حفصة زوج ابنه جميلا شريفة بنت المذلق بن الوليد بن طلبة بن قيس بن عاصم فولدت له المؤمل بن جميل وكان شاعرا ظريفا غزلا وكان منقطعا إلى جعفر بن سليمان بالمدينة ثم قدم العراق فكان مع عبد الله بن مالك وذكره للمهدي فحظي عنده وهو الذي يقول في شكاة اشتكاها عبد الله بن مالك