( فأصبحتُ إذ فَضَّلتُ مروانَ وابنَه ... على الناسِ قد فضَّلتُ خيرَ أبٍ وابنِ ) .
فقال عبد الملك من يلومني على هذا وأمر له بعشرة آلاف درهم وعشرة تخوت ثياب وعشر فرائض من الإبل وأقطعه ألف جريب وقال له امض إلى زيد الكاتب يكتب لك بها وأجرى له على ثلاثين عيلا فأتى زيدا فقال له ائتني غدا فأتاه فجعل يردده فقال له .
( يا زيدُ يا فِداكَ كُلُّ كاتبِ ... في الناس بين حاضرٍ وغائبِ ) .
( هل لك في حَقِّ عليكَ واجبِ ... في مثله يرغب كُلُّ راغِبِ ) .
( وأنت عَفٌّ طَيِّب المكاسبِ ... مُبَرَّأٌ من عَيْبِ كلّ عائِبِ ) .
( ولستَ - إن كفَيْتني وصاحِبي ... طُولَ غُدُوٍّ ورَواحٍ دائبِ ) .
( وسُدَّةَ الباب وعُنفَ الحاجِبِ ... - من نِعْمةٍ أسَديْتَها بخائبِ ) .
فأبطأ عليه زيد فأتى سفيان بن الأبرد الكبي فكلمه سفيان فأبطأ عليه فعاد إلى سفيان فقال له .
( عُدْ إذ بدأْتَ أبا يَحيى فأنت لَها ... ولا تُكْن حين هاب النَّاسُ هيّابا ) .
( واشفَع شفاعةَ أنفٍ لم يكن ذَنَباً ... فإنَّ من شُفَعاءِ النَّاسِ أذْنابا ) .
فأتى سفيان زيدا الكاتب فلم يفارقه حتى قضى حاجته .
قال محمد بن حبيب دخل أعشى بني أبي ربيعة على عبد الملك وهو يتردد في الخروج لمحاربة ابن الزبير ولا يجد فقال له يا أمير المؤمنين ما لي أراك متلوما ينهضك الحزم ويقعدك العزم وتهم بالإقدام وتجنح إلى الإحجام انقد لبصيرتك وأمض رأيك وتوجه إلى عدوك فجدك مقبل