المثنى أن عمران بن حطان خرج هاربا من الحجاج فطلبه وكتب فيه إلى عماله وإلى عبد الملك فهرب ولم يزل يتنقل في أحياء العرب وقال في ذلك .
( حَلَلْنا في بني كَعْبٍ بن عَمْرٍو ... وفي رِعْلٍ وعامرِ عَوْثَبانِ ) .
( وفي جَرْمٍ وفي عمرو بن مُرٍّ ... وفي زيدٍ وحيّ بني الغُدان ) .
ثم لحق بالشام فنزل بروح بن زنباع الجذامي فقال له روح ممن أنت قال من الأزد أزد السراة قال وكان روح يسمر عند عبد الملك فقال له ليلة يا أمير المؤمنين إن في أضيافنا رجلا ما سمعت منك حديثا قط إلا حدثني به وزاد فيما ليس عندي قال ممن هو قال من الأزد قال إني لأسمعك تصف صفة عمران بن حطان لأنني سمعتك تذكر لغة نزارية وصلاة وزهدا ورواية وحفظا وهذه صفته فقال روح وما أنا وعمران ثم دعا بكتاب الحجاج فإذا فيه .
أما بعد فإن رجلا من أهل الشقاق والنفاق قد كان أفسد علي أهل العراق وحببهم بالشراية ثم إني طلبته فلما ضاق عليه عملي تحول إلى الشام فهو ينتقل في مدائنها وهو رجل ضرب طوال أفوه أروق قال قال روح هذه والله صفة الرجل الذي عندي ثم أنشد عبد الملك يوما قول عمران يمدح عبد الرحمن بن ملجم - لعنه الله - بقتله علي بن أبي طالب