فلما بلغ خفافا قول العباس قال والله ما عبت العباس إلا بما فيه وإني لسليم العود صحيح الأديم ولقد أدنيت سوادي من سواده فلم أحجم ولا نكصت عنه وإني وإياه كما قال ثروان لشبام بني زبيد وكان يلقى منه ما لقي من العباس قال .
( رأيتُ شِباماً لا يزال يَعيبني ... فللهِ ما بالي وبالُ شِبام ) .
( فقَصرُك منّي ضَربةٌ مازِنيَّةٌ ... بكفّ امرىء في الحرب غير كَهامِ ) .
( من اليوم أو من شَيْعِه بمهنَّدٍ ... خَصومٍ لهامات الرجال حُسامِ ) .
( فتُقصِر عني يا شِبامُ بنَ مالكٍ ... وما عضَّ سيفي شاتمي بحَرامِ ) .
وقال خفاف .
( أرى العباسَ ينقصُ كلَّ يوم ... ويزعم أنه جَهلاً يَزيدُ ) .
( فلو نُقِضَت عزائمُه وزادت ... سلامتُه لكان كما يُريد ) .
( ولكنَّ المَعالمَ أفسدته ... وخُلْقٌ في عشيرته زَهيدُ ) .
( فعبّاسُ بن مِرْداس بن عمْرو ... وكِذْبُ المرء أقبحُ ما يُفِيدُ ) .
( حلفتُ بربِّ مكةَ والمُصلَّى ... وأشياخٍ محلِّقة تَنُودُ ) .
( بأنك من مودَّتِنا قريبٌ ... وأنتَ من الذي تَهوَى بَعيدُ ) .
( فأبشِر أن بقِيتَ بيوم سوء ... يَشيبُ له من الخوف الوليدُ ) .
( كيومك إذ خرجت تَفوق ركضاً ... وطار القلبُ وانتفَخ الورِيدُ ) .
( فدَعْ قولَ السّفاهةِ لا تَقُلْه ... فقد طال التَّهَدُّدُ والوعيدُ ) .
( رأينا من نُحاربُه شَقِياً ... ومن ذَا في بني عَوْف سَعيدُ )