( وأغفر للمولَى وإنْ ذو عَظيمَةٍ ... على البَغْي منها لا يَضِيقُ بها حَزْمِي ) .
( فَهذِي فَعالي ما بَقيِتُ وإنَّنيِ ... لمُوصٍ به عَقْبي إذا كُنتُ في رَجْمي ) .
فقال له قومه لو كان أول قولك كآخره يا خفاف لأطفأت النائرة وأذهبت سخائم النمائم فقال العباس مجيبا له .
( ألاَ أيُّها المُهْدِي لَيَ الشَّتْم ظالماً ... تَبَيَّنْ إذا راميتَ هَضَبَة من تَرْميِ ) .
( أبي الذَّمَّ عِرضِي إنَّ عرضي طاهرٌ ... وإني أَبيٌّ من أُباةٍ ذوي غَشْم ) .
( وإنّي من القوم الذين دماؤُهُم ... شِفاءٌ لطُلاَّب التراثِ من الوَغْمِ ) .
وقال أيضا .
( إن تَلْقَني تَلقَ ليثاً في عَرينَتِه ... من أُسْد خِفّانَ في أَرساغه فَدَعُ ) .
( لا يبرح الدهرَ صيداً قد تقنّصه ... من الرجال على أشداقه القَمَعُ ) .
وكان العباس وخفاف قد هما بالصلح وكرهت بنو سليم الحرب فجاء غوي من رهط العباس فقال للعباس إن خفافا قد أنحى عليك وعلى والديك فغضب العباس ثم قال قد والله هجاني فكان أعظم ما عابني به أصغر عيب فيه ثم هجا والدي فما ضرهما ولا نفعه ثم برزت له فأخفى شخصه واتقاني بغيره ولو شئت لشتمت أباه وثلبت عرضه ولكني وإياه كما قال شبام بن زبيد لابن عم له يقال له ثروان بن مرة كان أشبه الناس بخفاف