خليفة فأخذني وركض بي إليه ركضا فحين وافيت أتي بإبراهيم بن المهدي على مثل حالي فنزلنا وإذا هو في صحن لم أر مثله قد مليء شمعا من شمع محمد الأمين الكبار وإذا به واقف ثم دخل في الكرح والدار مملوءة بالوصائف يغنين على الطبول والسرنايات ومحمد في وسطهن يرتكض في الكرح فجاءنا رسوله فقال قوما في هذا الباب مما يلي الصحن فارفعا أصواتكما مع السرناي أين بلغ وإياكما أن أسمع في أصواتكما تقصيرا عنه قال فأصغينا فإذا الجواري والمخنثون يزمرون ويضربون .
( هَذِي دَنانيرُ تَنْسانِي وأَذْكُرها ... وكيف تنسى مُحِبّاً ليس ينساها ) .
( أعوذُ بالله من هِجران جاريةٍ ... أصبحتُ من حبِّها أهذِي بذكراها ) .
( قد أُكمِلَ الحسن في تركيب صورتها ... فارتجَّ أسفلُها واهتزَّ أعلاها ) .
( قامت تَمشَّى فليت الله صَيَّرني ... ذاك الترابَ الذي مَسَّتْه رِجلاها ) .
( واللهِ واللهِ لو كانت إذا برزتْ ... نفْسُ المُتَيَّم في كَفَّيه ألْقاها ) .
فما زلنا نشق حلوقنا مع السرناي ونتبعه حذرا من أن نخرج عن طبقته أو نقصر عنه إلى الغداة ومحمد يجول في الكرح ما يسأمه يدنو إلينا مرة في جولانه ويتباعد مرة وتحول الجواري بيننا وبينه حتى أصبحنا .
صوت .
( ألا طَرَقتْ أسماءُ لا حين مَطْرَقِ ... وأنَّى إذا حلَّتْ بنَجْرانَ نلتقِي )