وكان الرشيد لشغفه بها يكثر مصيره إلى مولاها ويقيم عندها ويبرها ويفرط حتى شكته زبيدة إلى أهله وعمومته فعاتبوه على ذلك .
ولها كتاب مجرد في الأغاني مشهور وكان اعتمادها في غنائها على ما أخذته من بذل وهي خرجتها وقد أخذت أيضا عن الأكابر الذين أخذت بذل عنهم مثل فليح وإبراهيم وابن جامع وإسحاق ونظرائهم .
أخبرني جحظة قال حدثني المكي عن أبيه قال .
كنت أنا وابن جامع نعايي دنانير جارية البرامكة فكثيرا ما كانت تغلبنا .
أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي عن ابن شبة قال حدثني إسحاق الموصلي قال قال لي أبي قال لي يحيى بن خالد إن ابنتك دنانير قد عملت صوتا اختارته وأعجبت به فقلت لها لا يشتد إعجابك حتى تعرضيه على شيخك فإن رضيه فارضيه لنفسك وإن كرهه فاكرهيه فامض حتى يتعرضه عليك قال فقال لي أبي فقلت له أيها الوزير فكيف إعجابك أنت به فإنك والله ثاقب الفطنة صحيح التمييز قال أكره أن أقول لك أعجبني فيكون عندك غير معجب إذ كنت عندي رئيس صناعتك تعرف منها ما لا أعرف وتقف من لطائفها على ما لا أقف وأكره أن أقول لك لا يعجبني وقد بلغ من قلبي مبلغا محمودا وإنما يتم السرور به إذا صادف ذلك منك استجادة وتصويبا قال فمضيت إليها وقد تقدم إلى خدمه