قال فقلت له فهلا قلت فعولان فقال لو قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر كان خيرا لك أي أنك أردت القدر وأراد ذو الرمة كونا فعولين بالألباب وأراد عنبسة وعينان فعولان .
وروى هذا الخبر ابن الزيات عن محمد بن عبادة عن الأصمعي عن العلاء بن أسلم فذكر مثله .
وحكي أن إسحاق بن سويد المعارض له قال وأخبرني الأخفش قال حدثني محمد بن يزيد النحوي قال حدثني عبد الصمد بن المعذل قال حدثني أبي عن أبيه قال .
قدم ذو الرمة الكوفة فوقف ينشد الناس بالكناسة قصيدته الحائية حتى أتى على قوله .
( إذا غَيَّر النَّأْيُ المُحِبِّين لم يَكدْ ... رَسيسُ الهَوَى مِنْ حُبّ مَيَّةَ يَبْرَحُ ) .
فناداه ابن شبرمة يا غيلان أراه قد برح فشنق ناقته وجعل يتأخر بها ويفكر ثم عاد فأنشد قوله .
( إذا غَيَّر النَّأْيُ المحبين لم أجِدُ ... ) .
قال فلما انصرفت حدثت أبي فقال أخطأ ابن شبرمة حين أنكر على ذي الرمة ما أنشد وأخطأ ذو الرمة حين غير شعره لقول ابن شبرمة إنما هذا مثل قول الله D ( ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ) وإنما معناه لم يرها ولم يكد