وذكر علي بن سعيد بن بشر الرازي أن هارون بن مسلم بن سعد حدثه عن حسين بن براق الأسدي عن عمارة بن ثقيف قال .
حدثني ذو الرمة أن أول ما قاد المودة بينه وبين مية أنه خرج هو وأخوه وابن عمه في بغاء إبل لهم قال بينا نحن نسير إذ وردنا على ماء وقد أجهدنا العطش فعدلنا إلى حواء عظيم فقال لي أخي وابن عمي ائت الحواء فاستسق لنا فأتيته وبين يديه في رواقه عجوز جالسة قال فاستسقيت فالتفتت وراءها فقالت يا مي اسقي هذا الغلام فدخلت عليها فإذا هي تنسج علقة لها وهي تقول .
( يا مَنْ يرى بَرْقاً يَمُرُّ حينا ... زَمْزَمَ رَعْداً وانتحى يمينا ) .
( كأنَّ في حافاتهِ حنينا ... أو صوتَ خيل ضُمَّرٍ يَرْدِينَا ) .
قال ثم قامت تصب في شكوتي ماء وعليها شوذب لها فلما انحطت على القربة رأيت مولى لم أر أحسن منه قال فلهوت بالنظر إليها وأقبلت تصب الماء في شكوتي والماء يذهب يمينا وشمالا قال فأقبلت علي العجوز وقالت يا بني ألهتك مي عما بعثك أهلك له أما ترى الماء يذهب يمينا وشمالا فقلت أما والله ليطولن هيامي بها .
قال وملأت شكوتي وأتيت أخي وابن عمي ولففت رأسي فانتبذت