( أعاذِلُ قد أكثرتِ مِنْ قول قائلٍ ... وعَيْبٌ على ذي الوُدّ لَوْمُ العواذلِ ) .
هذا والله ملهم وما علم بدوي بدقائق الفطنة وذخائر كنز العقل المعد لذوي الألباب أحسن ثم أحسن .
قال محمد بن صالح وحدثني محمد بن كناسة بذلك عن الكميت وقال .
لما أنشد قوله في هذه القصيدة .
( دعاني وما دَاعِيَ الهوى مِنْ بلادِها ... إذا ما نأتْ خَرْقَاءُ عنِّي بِغافِلِ ) .
فقال الكميت لله بلاد هذا الغلام ما أحسن قوله وما أجود وصفه ولقد شفع البيت الأول بمثله في جودة الفهم والفطنة وقال قول مستسلم .
قال ابن كناسة وقال لي حماد الراوية ما أخر القوم ذكره إلا لحداثة سنه وأنهم حسدوه .
آراء في شعره .
قال محمد بن صالح وقال لي خالد بن كلثوم وأبو عمرو قال أبو حزام وأبو المطرف .
لم يكن أحد من القوم في زمانه أبلغ من ذي الرمة ولا أحسن جوابا كان كلامه أكثر من شعره .
وقال الأصمعي ما أعلم أحدا من العشاق الحضريين وغيرهم شكا حبا أحسن من شكوى ذي الرمة مع عفة وعقل رصين .
قال وقال أبو عبيدة .
ذو الرمة يخبر فيحسن الخبر ثم يرد على نفسه الحجة من صاحبه فيحسن الرد ثم يعتذر فيحسن التخلص مع حسن إنصاف وعفاف في الحكم