( فما زادنا بَغْياً على ذِي قَرَابةٍ ... غِنَانا ولا أزرَى بأحْسابِنَا الفَقْرُ ) .
( وما ضَرّ جاراً يابْنَةَ القومِ فاعْلمِي ... يجاورني ألاَّ يكون له ستْر ) .
( بعينيَ عن جاراتِ قَوْمي غَفْلةٌ ... وفي السَّمْعِ منّي عن حديثهم وَقْرُ ) .
فلما فرغ حاتم من إنشاده دعت بالغداء وكانت قد أمرت إماءها أن يقدمن إلى كل رجل منهم ما كان أطعمها فقدمن إليهم ما كانت أمرتهن أن يقدمنه إليهم فنكس النبيتي رأسه والنابغة فلما نظر حاتم إلى ذلك رمى بالذي قدم إليهما وأطعمهما مما قدم إليه فتسللا لواذا وقالت إن حاتما أكرمكم وأشعركم .
فلما خرج النبيتي والنابغة قالت لحاتم خل سبيل امرأتك فأبى فزودته وردته فلما انصرف دعته نفسه إليها وماتت امرأته فخطبها فتزوجنه فولدت عديا .
إسلام عدي بن حاتم .
وقد كان عدي أسلم وحسن إسلامه فبلغنا أن النبي قال له وقد سأله عدي يا رسول الله أن أبي كان يعطي ويحمل ويوفي بالذمة ويأمر بمكارم الأخلاق فقال له رسول الله إن أباك خشبة من خشبات جهنم .
فكأن النبي رأى الكآبة في وجهه فقال له يا عدي إن أباك وأبي وأبا إبراهيم في النار .
وكانت ماوية عنده زمانا وإن ابن عم لحاتم كان يقال له مالك قال لها ما تصنعين بحاتم فوالله لئن وجد شيئا ليتلفنه وإن لمن يجد ليتكلفن وإن مات ليتركن ولده عيالا على قومك فقالت ماوية صدقت إنه كذلك