فلما بلغ ذلك كسرى استشاط غضبا وأمر بالطعام فادخر بالمشقر ومدينة اليمامة وقد أصابت الناس سنة شديدة ثم قال من دخلها من العرب فأميروه ما شاء .
فبلغ ذلك الناس قال وكان أعظم من أتاها بنو سعد فنادى منادي الأساورة لا يدخلها عربي بسلاح فأقيم بوابون على باب المشقر فإذا جاء الرجل ليدخل قالوا ضع سلاحك وامتر واخرج من الباب الآخر فيذهب به إلى رأس الأساورة فيقتله فيزعمون أنا خيبري بن عبادة بن النوال بن مرة بن عبيد - وهو مقاعس - قال يا بني تميم ما بعد السلب إلا القتل وأرى قوما يدخلون ولا يخرجون فانصرف منهم من انصرف من بقيتهم فقتلوا بعضهم وتركوا بعضا محتبسين عندهم هذا حديث المفضل .
وأما ما وجد عن ابن الكلبي في كتاب حماد الراوية فإن كسرى بعث إلى عامله باليمن بعير وكان باذام على الجيش الذي بعثه كسرى إلى اليمن وكانت العير تحمل نبعا فكانت تبذرق من المدائن حتى تدفع إلى النعمان ويبذرقها النعمان بخفراء من بني ربيعة ومضر حتى يدفعها إلى هوذة بن علي الحنفي فيبذرقها حتى يخرجها من أرض بني حنيفة ثم تدفع إلى سعد وتجعل لهم جعالة فتسير فيها فيدفعونها إلى عمال باذام باليمن