في الكتاب المكنون أن بيثرب استحكام أمره وأهل نصرته وموضع قبره ولولا أني أتوقى عليه الآفات وأحذر عليه العاهات لأعلنت على حداثة سنه أمره ولكني صارف ذلك إليك من غير تقصير مني بمن معك .
سيف يكرم بعثة عبد المطلب ويجزلها العطاء .
قال ثم أمر لكل رجل بعشرة أعبد وعشر إماء ومائة من الإبل وحلتين برودا وخمسة أرطال ذهبا وعشرة أرطال فضة وكرش مملوءة عنبرا ثم أمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك .
وقال يا عبد المطلب إذا حال الحول فائتني فمات ابن ذي يزن قبل أن يحول الحول .
وكان عبد المطلب كثيرا ما يقول يا معشر قريش لا يغبطني رجل منكم بجزيل عطاء الملك وإن كثر فإنه إلى نفاد ولكن ليغبطني بما بقي لي شرفه وذكره إلى يوم القيامة فإذا قيل له وما ذاك قال ستعلمون نبأ ما أقول ولو بعد حين .
وفي ذلك يقول أمية بن عبد شمس .
( جلبْنَا النُّصحَ تحمله المَطايا ... الى أكوارِ أجمالٍ ونُوقِ ) .
( مغلغلةً مرافِقُها ثِقَالا ... الى صنعاءَ مِنْ فجٍّ عَمِيق ) .
( تَؤُمُّ بنا ابْنَ ذِي يَزن ونُهدي ... مَخالِيهَا إلى أمَمِ الطريق ) .
( فلما وافقتْ صَنْعاءَ صارَتْ ... بدارِ المُلْكِ والحَسَب العَرِيقِ ) .
أخبرني علي بن عبد العزيز قال حدثني عبد الله بن عبد الله بن خرداذبة قال