أدركوا منهم وتجهز على جريحهم .
وأقبل وهرز يريد أن يدخل صنعاء وكان موضعهم الذي التقوا فيه خارج صنعاء وكان اسم صنعاء أزال فلما قدمت الحبشة بنوها وأحكموها فقالت صنعة فسميت صنعاء وكانت صنعاء مدينة لها باب صغير يدخل منه فلما دنا وهرز من باب المدينة رآه صغيرا فقال لا تدخل رايتي منكسة اهدموا الباب فهدم باب صنعاء ودخل ناصبا رايته وسير بها بين يديه فقال سيف بن ذي يزن ذهب ملك حمير آخر الدهر لا يرجع إليهم أبدا .
فملك وهرز اليمن وقهر الحبشة وكتب إلى كسرى يخبره إني قد ملكت للملك اليمن وهي أرض العرب القديمة التي تكون فيها ملوكهم وبعث بجوهر وعنبر ومال وعود وزباد وهو جلود لها رائحة طيبة .
كسرى يملك سيفا اليمن والحبشة يغتالونه .
فكتب كسرى يأمره أن يملك سيفا ويقدم وهرز إلى كسرى .
فخلف على اليمن سيفا فلما خلا سيف باليمن وملكها عدا على الحبشة فجعل يقتل رجالها ويبقر نساءها عما في بطونها حتى أفناها إلا بقايا منها أهل ذلة وقلة فاتخذهم خولا واتخذ منهم جمازين بحرابهم بين يديه .
فمكث كذلك غير كثير وركب يوما وتلك الحبشة معه ومعهم حرابهم يسعون بها بين يديه حتى إذا كان وسطا منهم مالوا عليه بحرابهم فطعنوه حتى قتلوه .
وكان سيف قد آلى ألا يشرب الخمر ولا يمس امرأة حتى يدرك ثأره من