أهل نجران وكانوا نصارى فحصرهم ثم إنه ظفر بهم فخدد لهم الأخاديد وعرضهم على اليهودية فامتنعوا من ذلك فحرقهم بالنار وحرق الإنجيل وهدم بيعتهم ثم انصرف إلى اليمن وأفلت منه رجل يقال له دوس ذو ثعلبان على فرس فركضه حتى أعجزهم في الرمل ومضى دوس إلى قيصر ملك الروم يستغيثه ويخبره بما صنع ذو نواس بنجران ومن قتل من النصارى وأنه خرب كنائسهم وبقر النساء وهدم الكنائس فما فيها ناقوس يضرب به فقال له قيصر بعدت بلادي من بلادكم ولكن أبعث إلى قوم من أهل ديني أهل مملكته قريب منكم فينصرونكم قال دوس ذو ثعلبان فذاك إذا قال قيصر إن هذا الذي أصنعه بكم أذل للعرب أن يطأها سودان ليس ألوانهم على ألوانهم ولا ألسنتهم على ألسنتهم فقال الملك أنظر لأهل دينه إنما هم خوله .
فكتب إلى ملك الحبشة أن أنصر هذا الرجل الذي جاء يستنصرني واغضب للنصرانية فأوطىء بلادهم الحبشة .
خبر أرياط .
فخرج دوس ذو ثعلبان بكتاب قيصر إلى ملك الحبشة فلما قرأ كتابه أمر أرياط - وكان عظيما من عظمائهم - أن يخرج معه فينصره فخرج أرياط في سبعين ألفا من الحبشة وقود على جنده قوادا من رؤسائهم وأقبل بفيله وكان معه أبرهة بن الصباح وكان في عهد ملك الحبشة إلى أرياط إذا دخلت اليمن فاقتل ثلث رجالها وخرب ثلث بلادها وابعث إلي بثلث نسائها .
فخرج أرياط في الجنود فحملهم في السفن في البحر وعبر بهم حتى ورد اليمن وقد قدم مقدمات الحبشة فرأى أهل اليمن جندا كثيرا فلما تلاحقوا قام