فقام زيد وكان من أجمل الرجال وأتمهم وكان يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان الأرض كأنه على حمار فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله قال ومن أنت قال أنا زيد الخيل بن مهلهل فقال رسول الله بل أنت زيد الخير وقال الحمد لله الذي جاء بك من سهلك وجبلك ورقق قلبك على الإسلام يا زيد ما وصف لي رجل قط فرأيته إلا كان دون ما وصف به إلا أنت فإنك فوق ما قيل فيك .
مات بالحمى .
فلما ولى قال النبي أي رجل إن سلم من آطام المدينة فأخذته الحمى فأنشأ يقول .
( أنَخْتُ بآطام المدينة أرْبَعاً ... وخمساً يغنّي فوقها الليلَ طائِرُ ) .
( شددتُ عليها رَحْلَها وشَليلَها ... من الدَّرْس والشَّعْراء والبَطْنُ ضامر ) .
فمكث سبعا ثم اشتدت الحمى به فخرج فقال لأصحابه جنبوني بلاد قيس فقد كانت بيننا حماسات في الجاهلية ولا والله لا أقاتل مسلما حتى ألقى الله فنزل بماء لحي من طيىء يقال له فردة واشتدت به الحمى فأنشأ يقول .
( أمُرْتَحِلٌ صَحْبِي المشارقَ غدوةً ... وأُتركَ في بَيْتٍ بفَرْدَةَ مُنجدِ ) .
( سقى الله ما بين القَفيل فطابَةٍ ... فما دونَ أرمام فما فوق مُنْشِد )