يرضى إلا أن يدفع إليه فرسه فعظم في ذلك الشر حتى تنافروا فيه فقضي بينهم أن ترد الفتاتان والإبل إلى قيس بن زهير ويرد عليه الفرس فلما رأى ذلك قرواش رضي بعد شر وانصرف قيس بن زهير ومعه داحس فمكث ما شاء الله .
وزعم بعضهم أن الرهان إنما هاجه بين قيس بن زهير وحذيفة بن بدر ابن عمرو بن جوية بن لوذان بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار - أن قيسا دخل على بعض الملوك وعنده قينة لحذيفة بن بدر تغنيه بقول امرىء القيس .
( دارٌ لهندٍ والرَّبابِ وَفَرْتَنَى ... ولَمِيسَ قَبْلَ حوادِثِ الأيامِ ) .
وهن - فيما يذكر - نسوة من بني عبس فغضب قيس بن زهير وشق رداءها وشتمها فغضب حذيفة فبلغ ذلك قيسا فأتاه يسترضيه فوقف عليه فجعل يكلمه وهو لا يعرفه من الغضب وعنده أفراس له فعابها وقال ما يرتبط مثلك مثل هذه يا أبا مسهر فقال حذيفة أتعيبها قال نعم فتجاريا حتى تراهنا .
وقال بعض الرواة إن الذي هاج الرهان أن رجلا من بني عبد الله بن غطفان ثم أحد بني جوشن - وهم أهل بيت شؤم أتى حذيفة زائرا - ويقال إن الذي أتاه الورد العبسي أبو عروة بن الورد - قال فعرض عليه حذيفة خيله فقال ما أرى فيها جوادا مبرا والمبر الغالب قال ذو الرمة .
( أبرّ على الخُصومً فليس خَصْمٌ ... ولا خصْمانِ يَغْلِبُه جِدَالا )