إن شباب مذحج وهمدان قد دخلوا فأخذوا كل ما وجدوا في بني بجيلة .
حجر الهارب لا يحب الهلاك لأصحابه .
قال فمر أهل اليمن على نواحي دور كندة معذرين فبلغ ذلك زيادا فأثنى على مذحج وهمدان وذم أهل اليمن فلما انتهى حجر إلى داره ورأى قلة من معه قال لأصحابه انصرفوا فوالله ما لكم طاقة بمن اجتمع عليكم من قومكم وما أحب أن أعرضكم للهلاك فذهبوا لينصرفوا فلحقتهم أوائل خيل مذحج وهمدان فعطف عليهم عمير بن يزيد وقيس بن يزيد وعبيدة بن عمرو وجماعة فتقاتلوا معهم فقاتلوا عنه ساعة فجرحوا وأسر قيس بن يزيد وأفلت سائر القوم فقال لهم حجر لا أبا لكم تفرقوا لا تقتلوا فإني آخذ في بعض هذه الطرق .
ثم أخذ نحو طريق بني حرب من كندة حتى أتى دار رجل منهم يقال له سليمان بن يزيد فدخل داره وجاء القوم في طلبه ثم انتهوا إلى تلك الدار فأخذ سليمان بن يزيد سيفه ثم ذهب ليخرج إليهم فبكت بناته فقال له حجر ما تريد لا أبا لك فقال له أريد والله أن ينصرفوا عنك فإن فعلوا وإلا ضاربتهم بسيفي هذا ما ثبت قائمه في يدي دونك فقال له حجر بئس والله إذن ما دخلت به على بناتك أما في دارك هذه حائط أقتحمه أو خوخة أخرج منها