فدخلها ووجه إلى حجر فجاءه وكان له قبل ذلك صديقا فقال له قد بلغني ما كنت تفعله بالمغيرة فيحتمله منك وإني والله لا أحتملك على مثل ذلك أبدا أرأيت ما كنت تعرفني به من حب علي ووده فإن الله قد سلخه من صدري فصيره بغضا وعداوة وما كنت تعرفني به من بغض معاوية وعداوته فإن الله قد سلخه من صدري وحوله حبا ومودة وإني أخوك الذي تعهد إذا أتيتني وأنا جالس للناس فاجلس معي على مجلسي وإذا أتيت ولم أجلس للناس فاجلس حتى أخرج إليك ولك عندي في كل يوم حاجتان حاجة غدوة وحاجة عشية إنك إن تستقم تسلم لك دنياك ودينك وإن تأخذ يمينا وشمالا تهلك نفسك وتشط عندي دمك إني لا أحب التنكيل قبل التقدمة ولا آخذ بغير حجة اللهم اشهد فقال حجر لن يرى الأمير مني إلا ما يحب وقد نصح وأنا قابل نصيحته .
ثم خرج من عنده فكان يتقيه ويهابه وكان زياد يدنيه ويكرمه ويفضله والشيعة تختلف إلى حجر وتسمع منه .
وكان زياد يشتو بالبصرة ويصيف بالكوفة ويستخلف على البصرة سمرة بن جندب وعلى الكوفة عمرو بن حريث فقال له عمارة بن عقبة