على قومكم وعقوق ووالله ما أحب أن رجلا من جراد لقيناهم وقد بلغني أنهم يقولون هؤلاء قومنا منعونا الحياة أفيمنعوننا الموت والله إني أرى قوما لا ينتهون أو يهلكوا عامتكم وإني لأخاف إن قاتلوكم أن ينصروا عليكم لبغيكم عليهم فقاتلوا قومكم كما كنتم تقاتلونهم فإذا ولوا فخلوا عنهم فإذا هزموكم فدخلتم أدنى البيوت خلوا عنكم فقال له عمرو بن النعمان انتفخ والله سحرك يا أبا الحارث حين بلغك حلف الأوس قريظة والنضير فقال عبد الله والله لا حضرتكم أبدا ولا أحد أطاعني أبدا ولكأني أنظر إليك قتيلا تحملك أربعة في عباءة .
وتابع عبد الله بن أبي رجال من الخزرج منهم عمرو بن الجموح الحرامي واجتمع كلام الخزرج على أن رأسوا عليهم عمرو بن النعمان البياضي وولوه أمر حربهم ولبثت الأوس والخزرج أربعين ليلة يتصنعون للحرب ويجمع بعضهم لبعض ويرسلون إلى حلفائهم من قبائل العرب فأرسلت الخزرج إلى جهينة وأشجع فكان الذي ذهب إلى أشجع ثابت بن قيس بن شماس فأجابوه وأقبلوا إليهم وأقبلت جهينة إليهم أيضا وأرسلت الأوس إلى مزينة وذهب حضير الكتائب الأشهلي إلى أبي قيس بن الأسلت فأمره أن يجمع له أوس الله فجمعهم له أبو قيس فقام حضير فاعتمد على قوسه وعليه نمرة تشف عن عورته فحرضهم وأمرهم بالجد في حربهم وذكر ما صنعت بهم الخزرج من إخراج النبيت وإذلال من تخلف من سائر الأوس في كلام كثير .
فجعل كلما ذكر ما صنعت بهم الخزرج وما ركبوه منهم يستشيط ويحمى وتقلص خصيتاه حتى تغيبا فإذا كلموه بما يحب تدلتا حتى ترجعا إلى حالهما