المقنع متخرق في عطاياه سمح اليد .
ونشأ محمد بن عمير المقنع فكان متخرقا في عطاياه سمح اليد بماله لا يرد سائلا عن شيء حتى أتلف كل ما خلفه أبوه من مال فاستعلاه بنو عمه عمرو بن أبي شمر بأموالهم وجاههم وهوي بنت عمه عمرو فخطبها إلى إخوتها فردوه وعيروه بتخرقه وفقره وما عليه من الدين فقال هذه الأبيات المذكورة .
وأخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني محمد بن زكريا الغلابي عن العتبي قال حدثني أبو خالد من ولد أمية بن خلف قال .
قال عبد الملك بن مروان - وكان أول خليفة ظهر منه بخل - أي الشعراء أفضل فقال له كثير بن هراسة يعرض ببخل عبد الملك أفضلهم المقنع الكندي حيث يقول .
( إني أحرِّضُ أهْلَ البُخْل كُلَّهم ... لو كان ينفَعُ أهلَ البخل تَحْرِيضي ) .
( ما قَلَّ مَالِيَ إلاَّ زادَني كرَماً ... حتى يكونَ برزقِ اللهِ تعويضي ) .
( والمالُ يرفعُ مَنْ لوْلاَ دَراهِمُه ... أمْسى يُقلِّبُ فينا طَرْفَ مخفوضِ ) .
( لن تُخرجَ البيضُ عَفْواً من أكفهُم ... إلاّ عَلى وَجَعٍ منهم وتَمْرِيض )