شفعت فيك أحدا .
مجلس غناء بوجود عزة الميلاء .
فقال عبيد وا سخنة عيناه وا ذهاب دنياه وا فضيحتاه ثم اندفع يغني .
( أستعينُ الذي بكفّيْه نفْعِي ... ورَجائي على التي قَتَلَتْنِي ) .
الصوت المذكور آنفا فقالت له سكينة فهل عندك يا عبيد من صبر ثم أخرجت دملجا من ذهب كان في عضدها وزنه أربعون مثقالا فرمت به إليه ثم قالت أقسمت عليك لما أدخلته في يدك ففعل ذلك ثم قالت لأشعب اذهب إلى عزة فأقرئها مني السلام وأعلمها أن عبيدا عندنا فلتأتنا متفضلة بالزيارة فأتاها أشعب فأعلمها فأسرعت المجيء فتحدثوا باقي ليلتهم ثم أمرت عبيدا وأشعب فخرجا فناما في حجرة مواليها .
فلما أصبحت هيىء لهم غداؤهم وأذنت لابن سريج فدخل فتغدى قريبا منها مع أشعب ومواليها وقعدت هي مع عزة وخاصة جواريها فلما فرغوا من الغداء قالت يا عز إن رأيت أن تغنينا فافعلي قالت إي وعيشك فتغنت لحنها في شعر عنترة العبسي .
( حُيِّيتَ مِنْ طَلَلٍ تقادَمَ عَهْدُهُ ... أقوَى وأقفرَ بعد أمِّ الهَيْثَمِ ) .
( إن كنْتِ أزْمعْتِ الفِراقَ فإنما ... زُمَّت رِكابُكُم بلَيْلٍ مُظْلِم )