الكميت لئن قلت ذاك فوالله ما فررنا عن آبائنا حتى قتلوا ولا نكحنا حلائل آبائنا بعد أن ماتوا - وكان يقال إن حوشبا فر عن أبيه في بعض الحروب فقتل أبوه ونجا هو ويقال إنه وطىء جارية لأبيه بعد وفاته - فسكت حوشب مفحما خجلا فقال له الحكم ما كان تعرضك للسان الكميت .
قال وفي حوشب يقول الشاعر .
( نَجَّى حُشاشَتَه وأسلم شيْخَه ... لمَّا رأى وَقْعَ الأسِنَّة حَوْشَبُ ) .
قال الطلحي في هذا الخبر وحدثني إبراهيم بن علي الأسدي قال .
التقت ريا بنت الكميت بن زيد وفاطمة بنت أبان بن الوليد بمكة وهما حاجتان فتساءلتا حتى تعارفتا فدفعت بنت أبان إلى بنت الكميت خلخالي ذهب كانا عليها فقالت لها بنت الكميت جزاكم الله خيرا يا آل أبان فما تتركون بركم بنا قديما ولا حديثا فقالت لها بنت أبان بل أنتم فجزاكم الله خيرا فإنا أعطيناكم ما يبيد ويفنى وأعطيتمونا من المجد والشرف ما يبقى أبدا ولا يبيد يتناشده الناس في المحافل فيحيي ميت الذكر ويرفع بقية العقب .
أخبرني عمي وابن عمار قالا حدثنا يعقوب بن نعيم قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن زيد الخصاف الطلحي قال قال محمد بن سلمة بن أرتبيل .
مولد الكميت وموته ووصيته .
ولد الكميت أيام مقتل الحسين بن علي سنة ستين ومات في سنة ست وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد وكان مبلغ شعره حين مات خمسة