أنت فأخبره فقال لا حياك الله ولا حيا أباك وهو الذي يقول .
( فالآن صرتُ إلى أُميةّ ... َ والأمورُ إلى المصايِرْ ) .
قال فأطرقت استحياء مما قال وعرفت البيت قال ثم قال لي ارفع رأسك فلئن كان قال هذا فلقد قال .
( بخاتمكم كرهاً تجوزُ أُمورُهم ... فلم أرَ غَصْباً مِثْله حين يُغْصَبُ ) .
قال فسلى بعض ما كان بي وحادثني ساعة ثم قال ما يعجبك من النساء يا مستهل قلت .
( غَرّاء تَسْحَبُ مِنْ قيامٍ فَرْعَها ... جَثْلاُ يُزَيِّنه سَوادٌ أسْحَمُ ) .
( فكأنها فيه نَهارٌ مُشْرِقٌ ... وكأنَّهُ ليلٌ عَلَيْها مُظْلِمُ ) .
قال يا بني هذه لا تصاب إلا في الفردوس وأمر له بجائزة .
أخبرني عمي قال حدثنا يعقوب بن إسرائيل قال حدثني إبراهيم بن عبد الله الخصاف الطلحي عن محمد بن أنس السلامي قال .
كان هشام بن عبد الملك مشغوفا بجارية له يقال لها صدوف مدنية اشتريت له بمال جزيل فعتب عليها ذات يوم في شيء وهجرها وحلف ألا يبدأها بكلام فدخل عليه الكميت وهو مغموم بذلك فقال مالي أراك مغموما يا أمير المؤمنين لا غمك الله فأخبره هشام بالقصة فأطرق الكميت ساعة ثم أنشأ يقول .
( أعتبْت أمْ عَتَبَتْ عَلَيْكَ صَدُوفُ ... وعِتابُ مَثْلك مِثلَها تَشريفُ ) .
( لا تقعُدَنَّ تَلُومُ نفسَك دَائباً ... فيها وأنتَ بحُبِّها مشغوفُ )