الكميت يحبس في المخيس .
وكان خالد بن عبد الله القسري - فيما حدثني به عيسى بن الحسين الوراق قال أخبرنا أحمد بن الحارث الفزاري عن ابن الأعرابي وذكره محمد بن أنس السلامي عن المستهل بن الكميت وذكره ابن كناسة عن جماعة من بني أسد - قد بلغه أن الكميت أنشد قصيدته التي يهجو فيها اليمن وهي .
( ألا حُيِّيتِ عَنَّا يا مَدِينا ... ) .
فأحفظته عليه فروى جارية حسناء قصائده الهاشميات وأعدها ليهديها إلى هشام وكتب إليه بأخبار الكميت وهجائه بني أمية وأنفذ إليه قصيدته التي يقول فيها .
( فيا رَبِّ هل إلاَّ بكَ النَّصْرُ يُبْتَغَى ... ويا ربّ هل إلاّ عَلَيْكَ المُعَوَّلُ ! ) .
وهي طويلة يرثي فيها زيد بن علي وابنه الحسين بن زيد ويمدح بني هاشم فلما قرأها أكبرها وعظمت عليه واستنكرها وكتب إلى خالد يقسم عليه أن يقطع لسان الكميت ويده فلم يشعر الكميت إلا والخيل محدقة بداره فأخذ وحبس في