حينئذ مملقان فنال محمد بن إسحاق مرتبة عند سلطانه واستغنى فجفا أبا الشيص وتغير له فكتب إليه .
( الحمدُ لله رب العالَمين على ... قُربِي وبعدِكَ مني يابن إسحاقِ ) .
( يا ليتَ شعري متى تُجْدِي عليّ وقد ... أصبحتَ رب دنانير وأوْراقِ ) .
( تُجْدي عليَّ إذا ما قيلَ مَنْ راقِ ... والتفت الساقُ عند الموت بالساقِ ) .
( يومٌ لَعمري تَهُمُّ الناسَ أنفُسهمْ ... وليس ينفع فيه رُقية الراقِي ) .
حدثني محمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا أبو العباس بن الفرات قال .
كنت أسير مع عبيد الله بن سليمان فاستقبله جعفر بن حفص على دابة هزيل وخلفه غلام له وشيخ على بغل له هرم وما فيهم إلا نضو فأقبل علي عبيد الله بن سليمان فقال كأنهم والله صفة أبي الشيص حيث يقول .
( أكلَ الوجيفُ لحومَها ولحومَهم ... فأتَوكَ أنقاضاً على أنقاضِ ) .
مقتل أبي الشيص .
وقال عبد الله بن المعتز حدثني أبو مالك عبد الله قال قال لي عبد الله بن الأعمش .
كان أبو الشيص عند عقبة بن جعفر بن الأشعث الخزاعي يشرب فلما ثمل نام عنده ثم انتبه في بعض الليل فذهب يدب إلى خادم له فوجأه بسكين فقال له ويحك قتلتني والله وما أحب والله أن أفتضح أني قتلت في مثل هذا ولا تفضح أنت بي ولكن خذ دستيجة فاكسرها ولوثها بدمي