أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبي قال حدثني الفضل بن موسى بن معروف الأصبهاني قال حدثني أبي قال .
دخل أبو الشيص على أبي دلف وهو يلاعب خادما له بالشطرنج فقيل له يا أبا الشيص سل هذا الخادم أن يحل أزرار قميصه فقال أبو الشيص الأمير أعزه الله أحق بمسألته قال قد سألته فزعم أنه يخاف العين على صدره فقل فيه شيئا فقال .
( وشادنٍ كالبدر يجلو الدُّجَى ... في الفرقِ منه المسكُ مذرورُ ) .
( يُحاذر العينَ على صَدْره ... فالجيبُ منه الدهرَ مزرور ) .
فقال أبو دلف وحياتي لقد أحسنت وأمر له بخمسة آلاف درهم فقال الخادم قد والله أحسن كما قلت ولكنك أنت ما أحسنت فضحك وأمر له بخمسة آلاف أخرى .
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدثني علي بن سعد بن إياس الشيباني قال .
تعشق أبو الشيص محمد بن رزين قينة لرجل من أهل بغداد فكان يختلف إليها وينفق عليها في منزل الرجل حتى أتلف مالا كثيرا فلما كف بصره وأخفق جعل إذا جاء إلى مولى الجارية حجبه ومنعه من الدخول فجاءني أبو الشيص فشكا إلي وجده بالجارية واستخفاف مولاها به وسألني المضي معه إليه فمضيت معه فاستؤذن لنا عليه فأذن فدخلت أنا وأبو الشيص فعاتبته في أمره وعظمت عليه حقه وخوفته من لسانه ومن إخوانه فجعل له يوما في الجمعة يزورها فيه فكان يأكل في بيته ويحمل معه نبيذه ونقله فمضيت معه ذات يوم إليها فلما وقفنا على بابهم سمعنا صراخا شديدا