مجالس شعرية .
أخبرني محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني أبي عن أحمد بن عبيد قال .
اجتمع مسلم بن الوليد وأبو نواس وأبو الشيص ودعبل في مجلس فقالوا لينشد كل واحد منكم أجود ما قاله من الشعر فاندفع رجل كان معهم فقال اسمعوا مني أخبركم بما ينشد كل واحد منكم قبل أن ينشد قالوا هات فقال لمسلم أما أنت يا أبا الوليد فكأني بك قد أنشدت .
( إذا ما علَتْ منا ذؤابةُ واحدٍ ... وإن كان ذا حلم دعته إلى الجهلِ ) .
( هل العيشُ إلا أن تروح مع الصِّبا ... وتغدو صريعَ الكأس والأعين النُّجْلِ ) .
قال وبهذا البيت لقب صريع الغواني لقبه به الرشيد فقال له مسلم صدقت .
ثم أقبل على أبي نواس فقال له كأني بك يا أبا علي قد أنشدت .
( لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هندِ ... واشربْ على الوَرْد من حمراءَ كالوردِ ) .
( تَسقيك من عينها خمراً ومن يدها ... خمراً فما لك من سُكرين من بُدِّ ) .
فقال له صدقت .
ثم أقبل على دعبل فقال له وأنت يا أبا علي فكأني بك تنشد قولك .
( أين الشبابُ وأيَّةً سَلَكا ... لا أينَ يُطلَب ضلّ بلْ هَلَكا ) .
( لا تعجبي يا سَلْمَ من رجُل ... ضحكَ المشيبُ برأسه فبكى ) .
فقال صدقت ثم أقبل على أبي الشيص فقال له وأنت يا أبا جعفر فكأني بك وقد أنشدت قولك .
( لا تنكري صدِّي ولا إعراضي ... ليس المقلُّ عن الزمان براضِ )