ذلك وسألني معاودته فعاودته ورفقت به حتى أجاب فزوجه أخته فأنشدني بعد ذلك محمد .
( خطبتُ إلى عيسى بن موسى فردَّني ... فلِلَّهِ والي حُرَّة وعَليقُها ) .
( لقد ردني عيسى ويعلم أنني ... سليلُ بنات المصطفى وعريقها ) .
( وإن لنا بعد الولادة نبعةً ... نبيُّ الإِله صِنوُها وشقيقُها ) .
( فلما أبى بُخْلاً بها وتمنُّعا ... وصَّيرني ذا خُلَّة لا يُطيقها ) .
( تداركني المرءُ الذي لم يزل له ... من المكرُمات رحبُها وطليقُها ) .
( سَمِيُّ خليلِ اللهِ وابنُ وليه ... وحَمّالُ أعباء العُلا وطريقُها ) .
( وزوَّجها والمنُّ عندي لغيره ... فيا بيعةً وقَّتْنِي الربح سوقُها ) .
( ويا نعمةً لابن المدبِّر عندنا ... يجدّ على كر الزمان أنيقها ) .
قال ابن مهرويه قال لي إبراهيم بن المدبر .
فلما نقلت حمدونة إليه شغف بها وكانت امرأة جميلة عاقلة فأنشدني لنفسه فيها .
( لعمرُ حمدونةَ إنّي بها ... لمغرمُ القلبِ طويلُ السَّقامْ ) .
( مجاوز للقدر في حُبِّها ... مباينٌ فيها لأهل الملامْ ) .
( مُطَّرِحٌ للعذل ماضٍ على ... مخافة النفس وهولِ المَقام ) .
( مُشايعي قلب يخاف الخَنا ... وصارمٌ يقطع صُمّ العظام ) .
( جَشَّمني ذلك وَجْدي بها ... وفضلُها بين النساء الوسام ) .
( ممكورة الساقِ رُدَيْنيَّةٌ ... مع الشَّوَى الخَدْلِ وحسن القَوام ) .
( صامتة الحِجْل خَفوق الحَشَا ... مائرة الساق ثَقالُ القِيام )