ذكر عمران بن هند أن الغمر بن يزيد خرج إلى الشأم فلما نزل قصر ذي خشب شرب على سطحه فغنى ابن عائشة صوتا طرب له الغمر فقال اردده فأبى وكان لا يرد صوتا لسوء خلقه فأمر به فطرح من أعلى السطح فمات ويقال بل قام من الليل وهو سكران ليبول فسقط من السطح فمات .
قال إسحاق فحدثني المدائني قال حدثني بعض أهل المدينة قال أقبل ابن عائشة من عند الوليد بن يزيد وقد أجازه وأحسن إليه فجاء بما لم يأت به أحد من عنده فلما قرب من المدينة نزل بذي خشب على أربعة فراسخ من المدينة وكان واليها إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي ولاه هشام وهو خاله وكان في قصر هناك فقيل له أصلح الله الأمير هذا ابن عائشة قد أقبل من عند الوليد بن يزيد فلو سألته أن يقيم عندنا اليوم فيطربنا وينصرف من غد فدعا به فسأله المقام عنده فأجابه إلى ذلك فلما أخذوا في شربهم أخرج المخزومي جواريه فنظر إلى ابن عائشة وهو يغمز جارية منهن فقال لخادمه إذا خرج ابن عائشة يريد حاجته فارم به وكانوا يشربون فوق سطح ليس له إفريز ولا شرفات وهو يشرف على بستان فلما قام ليبول رمى به الخادم من فوق السطح فمات فقبره معروف هناك .
أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه وأخبرني به الحسن بن علي عن هارون بن محمد بن عبد الملك بن حماد بن إسحاق عن أبيه عن يعقوب بن طلحة الليثي عن بعض مشايخه من أهل المدينة قال