الفرافصة ابنه ضبا فزوجها إياه وكان ضب مسلما وكان الفرافصة نصرانيا فلما أرادوا حملها إليه قال لها أبوها يا بنية إنك تقدمين على نساء من نساء قريش هن أقدر على الطيب منك فاحفظي عني خصلتين تكحلي وتطيبي بالماء حتى يكون ريحك ريح شن أصابه مطر .
فلما حملت كرهت الغربة وحزنت لفراق أهلها فأنشأت تقول .
( ألستَ تَرى يا ضبُّ بالله أنني ... مصاحبةٌ نحو المدينة أَرْكُبا ) .
( إذا قطعوا حَزْناً تَخُبّ رِكابُهم ... كما حرّكتْ ريحٌ يَراعاً مُثَقَّبا ) .
( لقد كان في أبناء حِصْن بن ضَمْضمٍ ... لكَ الويلُ ما يغني الخِباءَ المطَنّبا ) .
فلما قدمت على عثمان Bه قعد على سريره ووضع لها سريرا حياله فجلست عليه فوضع عثمان قلنسيته فبدا الصلع فقال يا بنة الفرافصة لا يهولنك ما ترين من صلعي فإن وراءه ما تحبين فسكتت فقال إما أن تقومي إلي وإما أن أقوم إليك فقالت أما ما ذكرت من الصلع فإني من نساء أحب بعولتهن إليهن السادة الصلع وأما قولك إما أن تقومي إلي وإما أن أقوم إليك فوالله ما تجشمت من جنبات السماوة أبعد مما بيني وبينك بل أقوم إليك فقامت فجلست إلى جنبه فمسح رأسها ودعا لها بالبركة ثم قال لها اطرحي عنك رداءك فطرحته ثم قال لها اطرحي خمارك فطرحته ثم قال لها انزعي درعك فنزعته ثم قال حلي إزارك فقالت ذاك إليك فحل إزارها فكانت من أحظى نساءه عنده .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال