لهما فقال له أبو السائب قد علمت - أعزك الله - غرامي بالشعر وإن هذا الضال جاءني حين خرجت من منزلي فأنشدني بيتين فحلفت ألا أرد على أحد سلاما ولا أكلمه إلا بهما حتى أرجع إلى منزلي فقال ابن المطلب اللهم غفرا ألا تترك المجون يا أبا السائب .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عبد المطلب بن عبد العزيز قال .
أنشدت أبا السائب قول جرير .
( غَيَّضْنَ مِن عَبَراتهن وقُلْنَ لي ... ماذا لقيتَ من الهوى ولقينا ) .
فقال يابن أخي أتدري ما التغييض قلت لا قال هكذا وأشار بأصبعه إلى جفنه كأنه يأخذ الدمع ثم ينضحه .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا المدائني وأخبرنا محمد بن العباس اليزيدي عن أحمد بن زهير عن الزبير بن بكار قال عن المدائني قال .
شهد رجل عند قاض بشهادة فقيل له من يعرفك قال ابن أبي عتيق فبعث إليه يسأله عنه فقال عدل رضا فقيل له أكنت تعرفه قبل اليوم قال لا ولكني سمعته ينشد .
( غَيَّضْنً مِن عَبَراتهن وقُلْنَ لي ... ماذا لقيتَ من الهوى ولقينا ) .
فعلمت أن هذا لا يرسخ إلا في قلب مؤمن فشهدت له بالعدالة .
أخبرني الحرمي قال حدثنا الزبير قال حدثنا محمد بن الحسن ومحمد بن الضحاك قالا .
كان أبو السائب المخزومي واقفا على رأس بئر فأنشده ابن جندب