فقالا صدق يا أمير المؤمنين إسحاق فيما يقوله فأمر له بعشرين ألف درهم .
قال محمد ثم عاد ذلك الرجل إلى مماظته يوما فقال له قد دعوتك إلى النصفة فلم تقبل وأنا أدعوك وأبدأ بما دعوتك إليه فاندفع فغنى عشرة أصوات فلم يعرف أحد منهم منها صوتا واحدا كلها من الغناء القديم والغناء اللاحق به من صنعة المكيين الحذاق الخاملي الذكر فاستحسن المعتصم منها صوتا وأسكت المغنين له واستعاده مرات عدة ولم يزل يشرب عليه سحابة يومه وأمر ألا يراجع أحدا من المغنين كلاما ولا يعارضه أحد منهم إذ كان قد أبر عليهم وأوضح الحجة في انقطاعهم وإدحاض حججهم .
كان الصوت الذي اختاره المعتصم عليه وأمر له لما سمعه بألفي دينار .
صوت .
( لعنَ الله من يلوم محبًّا ... ولحى الله من يُحَبُّ فيَابَى ) .
( رُبَّ إلفين أضمرا الحُبَّ دهرا ... فعفا الله عنهما حين تابا ) .
الغناء ليحيى المكي - رمل - .
قال محمد قال أبي .
وكان المعتصم قد خلع علينا في ذلك اليوم مماطر لها شأن من ألوان