( يرحمُ الله مصعباً فلقد ماتَ ... كريما ورامَ أمراً جسيمَا ) .
فقال عبد الملك أجل لقد مات كريما ثم تمثل .
( ولكنه رام التي لا يرومُها ... من الناس إلا كلّ خِرْق مُعَمَّمِ ) .
أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني إسحاق بن محمد الأموي قال .
لما حج عبد الملك بن مروان جلس للناس بمكة فدخلوا إليه على مراتبهم وقامت الشعراء والخطباء فتكلموا ودخل أبو العباس الأعمى فلما رآه عبد الملك قال مرحبا بك يا أبا العباس أخبرني بخبر الملحد المحل حيث كسا أشياعه ولم يكسك وأنشدني ما قلت في ذلك .
فأخبره بخبر ابن الزبير وأنه كسا بني أسد وأحلافها ولم يكسه وأنشده الأبيات فقال عبد الملك أقسم على كل من حضرني من بني أمية وأحلافهم ومواليهم ثم على كل من حضرني من أوليائي وشيعتي على دعوتهم إلا كسا أبا العباس .
فخلعت والله حلل الوشي والخز والقوهي وجعلت ترمى عليه حتى إذا غطته نهض فجلس فوق ما اجتمع منها وطرح عليه قال حتى رأيت في الدار من الثياب ما ستر عني عبد الملك وجلساءه وأمر له عبد الملك بمئة ألف درهم