في يوم جمعة فأخرجت جنازته مع العصر وحضر الرشيد والأمين وأخرجت المضارب إلى مقابر البرامكة بباب البردان وفرش للرشيد في مسجد هناك وجاء الرشيد في الحلق بالأعلام والحراب فصلى عليه ووقف على قبره حتى دفن فلما خرج يحيى ومحمد أخواه من القبر قبلا يد الرشيد وسألاه الانصراف فقال لا حتى يسوى عليه التراب ولم يزل قائما حتى فرغ من أمره وعزاهما وأمرهما بالركوب فقال الرقاشي يرثي العباس بن محمد بن خالد بن برمك .
( أتحسِبني باكرتُ بعدك لذة ... أبا الفضل أو رَفَّعت عن عاتقٍ سِترا ) .
( أوِ انتفعت عينايَ بعدُ بنظرة ... أَو ادْنيتُ من كأسٍ بمشمولة ثغرا ) .
( جفانِي إذن يوما إلى الليل مؤنِسي ... وأضحت يميني من ذخائرها صفرا ) .
( ولكنني استشعرت ثوب استكانة ... وبِتُّ كأن الموت يحفِر لي قبرا ) .
غنى في الأول والثاني من هذه الأبيات الرف ثاني ثقيل بالبنصر عن الهشامي وعبد الله بن موسى وفيه ثقيل أول مجهول أحسبه لبعض جواري البرامكة وفيهما لإبراهيم بن المهدي خفيف رمل عن عبد الله بن موسى .
ومن ذلك قوله في جعفر .
( كم هاتفٍ بك من باكٍ وباكيةٍ ... يا طيبَ للضيفِ إذ تُدْعَى وللجارِ )