ينشدهم ويسامرهم حتى ماتوا ثم رثاهم فأكثر ونشر محاسنهم وجودهم ومآثرهم فأفرط حتى نشر منها ما كان مطويا وأذاع منها ما كان مستورا وجرى على شاكلته بعدهم وكان كالموقوف المديح على جميعهم صغيرهم وكبيرهم ثم انقطع إلى طاهر وخرج معه إلى خراسان فلم يزل بها معه حتى مات .
وكان مع تقدمه في الشعر ماجنا خليعا متهاونا بمروءته ودينه وقصيدته التي يوصي فيها بالخلاعة والمجون مشهورة سائرة في الناس مبتذلة في أيدي الخاصة والعامة وهي التي أولها .
( أوصَى الرقاشيُّ إلى إخوانِه ... وصِية المحمودِ في نُدْمانِهِ ) .
وقد رأيت هذه القصيدة بعينها بخط الجاحظ في شعر أبي نعامة من جملة قصيدة له طويلة يهجو فيها جماعة ويأتي في وسطها بقصيدة الرقاشي .
وقال عبد الله بن المعتز حدثني ابن أبي الخنساء عن أبيه قال .
لما قال أبو دلف