وذكر حديثا فيه طول لحسان بن ثابت والنعمان بن بشير وكعب بن مالك فذكرت ما كان لكعب فيه قال .
لما بويع لعلي بن أبي طالب عليه السلام بلغه عن حسان بن ثابت وكعب بن مالك والنعمان بن بشير - وكانوا عثمانية - أنهم يقدمون بني أمية على بني هاشم ويقولون الشأم خير من المدينة واتصل بهم أن ذلك قد بلغه فدخلوا عليه فقال له كعب بن مالك يا أمير المؤمنين أخبرنا عن عثمان أقتل ظالما فنقول بقولك أم قتل مظلوما فنقول بقولنا ونكلك إلى الشبهة فيه فالعجب من تيقننا وشكك وقد زعمت العرب أن عندك علم ما اختلفنا فيه فهاته نعرفه ثم قال .
( كَفَّ يديهِ ثم أغلقَ بابه ... وأيقنَ أن الله ليس بغافلِ ) .
( وقال لمن في داره لا تقاتلوا ... عفا الله عن كل امرىء لم يقاتلِ ) .
( فكيف رأيتَ الله صبَّ عليهم العداوة ... والبغضاء بعد التواصُل ) .
( وكيف رأيت الخير أدبر عنهمُ ... وولَّى كإدبار النعام الجوافِل ) .
فقال لهم علي عليه السلام لكم عندي ثلاثة أشياء استأثر عثمان فأساء الأثرة وجزعتم فأسأتم الجزع وعند الله ما تختلفون فيه إلى يوم القيامة فقالوا لا ترضى بهذا العرب ولا تعذرنا به فقال علي عليه السلام أتردون علي بين ظهراني المسلمين بلا بينة صادقة ولا حجة واضحة اخرجوا عني ولا تجاوروني في بلد أنا فيه أبدا فخرجوا من يومهم فساروا حتى أتوا معاوية فقال لهم لكم الولاية والكفاية فأعطى حسان بن ثابت ألف دينار وكعب بن مالك ألف دينار وولى النعمان بن بشير حمص ثم نقله إلى الكوفة بعد