فقال لي هل لك في مئة دينار وتقول ما لا يضرك ولعله أن ينفعك قلت وما ذاك قال إذا دخلت إليه ادعيت إليه عنده الثلاث الفسوات ونسبتها إلى نفسك وتنفح عن الجارية ما قرفتها به قلت هاتها فدفعها إلي ودخلت على عبد الملك فلما وقفت بين يديه قلت ألي الأمان حتى أخبرك بخبر يسرك وتضحك منه قال لك الأمان قلت أرأيت ليلة حضوري وما جرى قال نعم فقلت فعلي وعلي إن كان فسا تلك الفسوات غيري فضحك حتى سقط على قفاه ثم قال ويلك فلم لم تخبرني قلت أردت بذلك خصالا منها أن قمت فقضيت حاجتي وقد كان رسولك منعني منها ومنها أني أخذت جاريتك ومنها أن كافأتك على أذاك لي بمثله فقال فأين الجارية قلت ما برحت من دارك ولا خرجت حتى سلمتها إلى فلان الخادم وأخذت مائتي دينار فسر بذلك وأمر لي بمئتي دينار أخرى وقال هذه لجميل فعلك بي وتركك أخذ الجارية .
قال حمزة بن بيض ودخلت إليه يوما وكان له غلام لم ير الناس أنتن إبطا منه فقال لي يا حمزة سابق غلامي حتى يفوح صنانكما فأيكما كان صنانه أنتن فله مئة دينار فطمعت في المائة ويئست منها لما أعلمه من نتن إبط الغلام فقلت أفعل وتعادينا فسبقني فسلحت في يدي ثم لطخت إبطي بالسُّلاح وقد كان عبد الملك جعل بيننا حكما يخبره بالقصة فلما دنا الغلام منه فشمه وثب وقال هذا والله لا يساجله شيء فصحت به لا تعجل بالحكم مكانك ثم دنوت منه فألقمت أنفه إبطي حتى علمت أنه قد