( إني رأيت الفتى الكريم إذا ... رغَّبته في صنيعة رغِبا ) .
( والعبد لا يطلب العَلاء ولا ... يعطيك شيئاً إلا إذا رهِبا ) .
( مثلُ الحمار المُوَقَعَ السَّوْءِ لا ... يُحسن مَشْياً إلا إذا ضُرِبا ) .
( قد يُرزق الخافضُ المقيمُ وما ... شد بِعيس رحلا ولا قَتَبا ) .
( ويُحرَمُ الرزقَ ذو المطية والرحل ... ومن لا يزال مغتربا ) .
( ولم أجد عُدّة الخلائق إلاّ ... الدِّين لما اعتبرتُ والحَسَبا ) .
فقال أحسنت يا نضر وكتب لي إلى الحسن بن سهل بخمسين ألفا وأمر خادما بإيصال رقعة وتنجيز ما أمر به لي فمضيت معه إليه فلما قرأ التوقيع ضحك وقال لي يا نضر أنت الملحن لأمير المؤمنين قلت لا بل لهشيم قال فذاك إذن وأطلق لي الخمسين ألف درهم وأمر لي بثلاثين ألفا .
وأخبرني الحسين بن يحيى قال حدثنا حماد عن أبيه قال .
بلغني أن حمزة بن بيض الحنفي كان يسامر عبد الملك بن بشر بن مروان وكان عبد الملك يعبث به عبثا شديدا فوجه إليه ليلة برسول وقال خذه على أي حال وجدته عليها ولا تدعه يغيرها وحلفه على ذلك وغلظ الأيمان عليه فمضى الرسول فهجم عليه فوجده يريد أن يدخل الخلاء فقال أجب الأمير فقال ويحك إني أكلت طعاما كثيرا وشربت نبيذا حلوا وقد أخذني بطني قال والله لا تفارقني أو أمضي بك إليه ولو سلحت في ثيابك فجهد في الخلاص فلم يقدر عليه فمضي به إلى عبد الملك