( هلا سألت منازلا بالأبرقِ ... ) .
أعطاه مئة ألف درهم سوى العروض والحملان فقدم الكوفة في هيئة لم ير مثلها فقلت في نفسي والله لأنا أولى من الكميت بما ناله من مخلد بن يزيد وإني لحليفه وناصره في العصبية على الكميت وعلى مضر جميعا فهيأت لمخلد مديحا على روي قصيدتي الكميت وقافيتيهما ثم شخصت إليه فلما كان قبل خروجي إليه بيوم أتتني جماعة من ربيعة في خمس ديات عليهم لمضر في البدو فقالوا إنك تأتي مخلدا وهو فتى العرب ونحن نعلم أنك لا تؤثر على نفسك ولكن إذا فرغ من أمرك فأعلمه ممشانا إليك ومسألتنا إياك كلامه فنرجو أن تكون عند ظننا فلما قدمت على مخلد خراسان أنزلني وفرش لي وأخدمني وحملني وكساني وخلطني بنفسه فكنت أسمر معه فقال لي ليلة أعليك دين يابن بيض قلت دعني من مسألتك إياي عن الدين إنك قد أعطيت الكميت عطية لست أرضى بأقل منها وإلا لم أدخل الكوفة ولم أعير بتقصيرك بي عنه فضحك ثم قال لي بل أزيدك على ما أعطيت الكميت فأمر لي بمئة ألف درهم كما أعطى الكميت وزادني عليه وصنع بي في سائر الألطاف كما صنع به فلما فرغت من حاجتي أتيته يوما ومعي تذكرة بحاجة القوم في الديات فلما جلس أنشدته .
( أتيناك في حاجة فاقضِها ... وقُلْ مرحباً يجِبِ المرحَبُ ) .
( ولا تَكِلَنَّا إلى معشر ... متى يعِدوا عِدة يكذِبوا ) .
( فإنك في الفرع من أسرة ... لهم خضع الشرق والمغرب )