لبعض أمره فطال مقامه بها واشتاق إلى بلده .
وقد ذكر خبره في موضعه من هذا الكتاب .
والغناء لابن عائشة ثقيل أول بالبنصر عن حماد والهشامي وحبش .
وقال الهشامي خاصة فيه لحن لقراريط فقال له الحسن أحسنت والله يابن عائشة فقال ابن عائشة والله لا غنيتك في يومي هذا شيئا فقال الحسن فوالله لا برحت البغيبغة ثلاثة أيام فاغتم ابن عائشة ليمينه وندم وعلم أنه لا حيلة له إلا المقام فأقاموا فلما كان اليوم الثاني قال له الحسن هات ما عندك فقد برت يمينك وكانوا جلوسا على شيء مرتفع فنظروا إلى ناقة تقدم جماعة إبل فاندفع ابن عائشة فغنى .
( تَمُرّ كجَنْدلة المَنْجنيقِ ... يُرْمى بها السورُ يوم القتالِ ) .
( فماذا تُخَطرِف من قَلّة ... ومن حَدَبٍ وإكامٍ توالي ) .
( ومن سيرها العَنَقُ المُسْبِطرُّ ... والعَجْرِفيّة بعد الكَلاَلِ ) .
فقال له الحسن ويلك يا محمد لقد أحسنت الصنعة فسكت ابن عائشة ثم قال له غنني فغناه .
( إذا ما انتشيتُ طَرَحْتُ اللِّجامَ ... في شَدْقِ مُنْجَرِدٍ سَلْهَبِ ) .
( يبُذّ الجِياد بتَقْريبِهِ ... ويَأْوِي إلى حُضُرٍ مُلْهِبِ )