( اختار منها ربِّي النبيَّ فمن ... قارَعَها بعد أحمد قُرِعا ) .
فاسودت الدنيا في عيني ودير بي وانقطعت فلم أحر جوابا ثم قلت له يا أخا بني هاشم إن كنت تفخر علينا برسول الله فما يسعنا مفاخرتك فقال كيف لا أم لك والله لو كان منك لفخرت به علي فقلت صدقت واستغفر الله إنه لموضع الفخار وداخلني السرور لقطعه الكلام ولئلا ينالني عوز عن إجابته فأفتضح ثم إنه ابتدأ بالمناقضة فأفكر هنيهة ثم قال قد قلت فلم أجد بدا من الاستماع فقلت هات فقال .
( نحنُ الذين إذا سما لِفَخارهم ... ذو الفخر أقعده هناك القُعْدُدُ ) .
( افخَر بنا إن كنتَ يوماً فاخراً ... تَلْق الأُلى فخروا بفخرك أُفْرِدوا ) .
( قل يابن مخزومٍ لكل مفاخرٍ ... منا المباركُ ذو الرسالة أحمد ) .
( ماذا يقول ذوو الفَخار هُنِا لِكُمْ ... هَيهاتَ ذلك هل يُنال الفرقَدُ ) .
فحصرت والله وتبلدت وقلت له إن لك عندي جوابا فأنظرني وأفكرت مليا ثم أنشأت أقول .
( لا فَخْرَ إلا قد علاه محمدٌ ... فإذا فخرتَ به فإني أشهدُ ... ) .
( أَنْ قَدْ فخرتَ وفُقْت كلَّ مفاخرٍ ... وإليك في الشرف الرفيعِ المَعْمَدُ ) .
( ولنا دعائم قد بناها أوّلٌ ... في المكرمات جرى عليها المَوْلِدُ ) .
( من رامها حاشى النبي وأهله ... بالفخر غطمطه الخليجُ المُزْبد ) .
( دعْ ذا ورُحْ لِغناء خَوْدٍ بَضَّةٍ ... مما نطقتَ به وغَنَّى مَعْبدُ )