( ينادون من أمسى تَقَطَّعُ دونه ... من البعد أنفاس الصدور الزوافر ) .
( فقومي اضربي عينيك يا هند لن تَرَي ... أباً مثله تسمو إليه المفاخرُ ) .
قال الزبير فحدثني سليمان بن عياش قال .
كانت هند بنت أبي عبيدة عند عبد الله بن حسن بن حسن فلما مات أبوها جزعت عليه جزعا شديدا ووجدت وجدا عظيما فكلم عبد الله بن الحسن محمد بن بشير الخارجي أن يدخل إليها فيعزيها ويسليها عن أبيها فدخل إليها معه فلما نظر إليها صاح بأعلى صوته .
( قومي اضربي عينيك يا هند لن تَرَيْ ... أباً مثله تسمو إليه المفاخر ) .
( وكنتِ إذا فاخرتِ أسميتِ والداً ... يزين كما زان اليدينِ الأساور ) .
( فإن تُعْوِليه يشفِ يوماً عويلُه ... غليلَك أو يعذرك بالنوح عاذر ) .
( وتحزنك ليلات طوال وقد مضت ... بذي الفرش ليلات تسر قصائر ) .
( فلقاه رب يغفر الذنب رحمة ... إذا بُلِيت يوم الحساب السرائر ) .
( إذا ما ابن زاد الركب لم يمسِ ليلة ... قفا صفِرٍ لم يقرب الفَرش زائر ) .
( لقد علم الأقوام أن بناتِه ... صوادقُ إذ يندبنه وقواصر ) .
قال فقامت هند فصكت وجهها وعينيها وصاحت بويلها وحربها والخارجي يبكي معها حتى لقيا جهدا فقال له عبد الله بن الحسن ألهذا دعوتك ويحك فقال له أفظننت أني أعزيها عن أبي عبيدة والله ما يسليني عنه أحد ولا لي عنه ولا عن فقده صبر فكيف يسليها عنه من ليس يسلو بعده